مصعب قتلوني

شاليط يدخل عامه السادس والمقاومة ما زالت صامدة

البريد الإلكتروني

   
 
 

 

Image

"قاوم" خاص - ومنذ عملية أسر شاليط نفذت عائلته وآلاف الإسرائيليين المتضامنين معه عشرات الفعاليات المطالبة بإطلاق سراحه مقابل أي ثمن تطلبه المقاومة الفلسطينية ... ونشرت الصحف العبرية العديد من استطلاعات الرأي التي أظهرت غالبية كبيرة تطالب بإتمام صفقة تبادل مع حركة حماس مقابل شاليط، حيث يبين أخر استطلاع جرى أن 72% من المستطلعين يؤيدون إطلاق سراح شاليط مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين بضمنهم من شارك في عمليات قتل فيها إسرائيليون.

 

-------------------------

 

يكمل الجندي الإسرائيلي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة "جلعاد شاليط" اليوم عامه الخامس إيذانا بدخوله العام السادس في الأسر دون أن تتمكن دولة الاحتلال بكل قوتها وتكنولوجيتها وتطورها من إيجاد طرف خيط يدل على مكانه.

 

ولا شك أن نجاح المقاومة الفلسطينية باستمرار أسر شاليط طوال هذه المدة في بقعة جغرافية لا تتجاوز مساحتها 365 كم هي -قطاع غزة- يشكل نقلة نوعية كبيرة ونجاحاً باهراً في أساليب النضال ضد المحتل الذي يمتلك أجهزة استخبارية وأمنية ذات قدرات هائلة بالإضافة إلى عدد كبير من العملاء المنتشرين في مختلف المناطق.

 

وبعد مرور 5 سنوات على أسر شاليط، لا زالت هذه القضية تشكل كابوساً يؤرق الاحتلال وجيشه في ظل انقطاع كل السبل التي تنهي هذا الملف، بل وصل الأمر بعائلته إلى الإحباط كما جاء ذلك على لسان والده الذي قال لحشد من المتضامنين "إذا خطف أحدكم- لا سمح الله- كولدي فليتجاهل تحريره ولينتظر معجزة من الله للإفراج عنه".

 

وتعدّ عملية أسر شاليط من أكثر العمليات تعقيدا في انتفاضة الأقصى، حيث تمكن مقاتلون من كتائب القسام وألوية الناصر صلاح الدين وجيش الإسلام من التسلل عبر نفق أرضي تحت الحدود بتاريخ 25 يونيو/ حزيران 2006 ومفاجئة عدد من الجنود في موقع عسكري إسرائيلي قرب معبر كرم أبو سالم شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وأدت العملية في حينه إلى مقتل جنديين وإصابة خمسة آخرين وأسر شاليط.

 

 

ويقبع في سجون الاحتلال نحو سبعة آلاف أسير فلسطيني، بينهم مئات الأطفال والنساء والقدامى، الذين ترفض "إسرائيل" الإفراج عن أعداد كبيرة منهم بذرائع مختلفة، وسط ظروف إنسانية ومعيشية سيئة وانتهاكات وإهمال طبي متواصل. حيث تطالب حركة حماس بالإفراج مقابل شاليط عن 1000 أسير من ذوي المحكوميات العالية بالإضافة إلى النساء والمرضى.

 

وسائل الاحتلال:

 

ولم تدّخر دولة الاحتلال ومختلف أجهزتها الأمنية جهداً في محاولاتها للوصول إلى شاليط بشتى الوسائل، وهو ما أكده رئيس أركان جيش الاحتلال السابق غابي أشكنازي بقوله: "بذلنا نشاطات حثيثة علنية وسرية من أجل تحرير جلعاد شاليط".

 

وانقسمت محاولات الاحتلال إلى عسكرية وغير عسكرية للوصول إلى شاليط ومنها: الحرب الإسرائيلية الشرسة على قطاع غزة أواخر عام 2008 ومطلع عام 2009 والتي كان أحد برز أهدافها تحرير شاليط بالقوة، وأيضاً حملة الاعتقالات الكبيرة التي طالت معظم قيادات ونواب حركة حماس بالمجلس التشريعي في الضفة الغربية، واغتيال العديد من القادة العسكريين ممن لهم علاقة بأسر شاليط، وفرض حصار خانق على قطاع غزة لا زال مستمراً حتى الآن، والتضييقات المستمرة على الأسرى في سجون الاحتلال.

 

كما استخدمت أجهزة المخابرات الإسرائيلية في مرات عديدة أساليب خبيثة لكن دون أي جدوى كإرسال رسائل قصيرة "SMS" عبر الهواتف الخلوية لسكان قطاع غزة تحتوي على هبة مالية تُقدر بـ 10 ملايين دولار، مُقابل الإدلاء بمعلومات حول مكان شاليط، وكذلك الاتصال عبر الهواتف الخلوية والأرضية، والإعلانات عبر مواقع الإنترنت، وإلقاء منشورات الترغيب والترهيب من الطائرات.

 

إقرار بالفشل:

 

وأمام كل هذه المحاولات صدرت طوال فترة أسر شاليط العديد من التصريحات على لسان قادة عسكريين وسياسيين إسرائيليين أقروا بفشلهم وعجزهم عن تحرير شاليط واعترفوا بقدرة المقاومة على إفشال كل محاولاتهم في الوصول إلى شاليط. وهذا ما اعترف به صراحة رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) يوفال ديسكين الذي قال: "أتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الفشل، يخالجني شعور بالحزن الشديد، لقد فشلنا في الحصول على معلومات استخباراتية تفيد بمكان أسر الجندي، المسؤولية عن هذا الفشل لا يقاسمني فيها أي من قادة الجهاز، لأني لم أنجح بإعادة جلعاد إلى منزله سواءً بعملية عسكرية أو مُفاوضات".

 

وكشف ديسكين أن جهاز الشاباك عمل بشكل حثيث منذ أسر الجندي على يد حركة حماس من أجل إعادته، مشيرًا إلى أنه شكل عدة مجموعات خاصة لهذا الغرض والتي واصلت النهار بالليل، وعملت بطرق مُختلفة من أجل ذلك. وأما رئيس أركان جيش الاحتلال أشكنازي فيؤكد هو الأخر قائلاً: "لا قدرة للجيش الإسرائيلي على تحرير الجندي الأسير لدى حركة (حماس) عسكريًا".

 

ويضيف أشكنازي بأن "حركة حماس استطاعت إخفاء الجندي بصورة غاية في الدقة، حتى تعذر علينا تحديد موقع أسره، فنحن لا نعلم أين هو الآن، ولو قمنا باغتيال قيادات حماس فإن ذلك لن يضيف أمرا إلى الموضوع، ولن يؤدي إلى تحرير شاليط، لا أرى أي مناص من صفقة تبادل للأسرى".

 

رضوخ للمقاومة:

 

وخلال السنوات الماضية تزايدت بصورة ملحوظة الدعوات التي تطالب حكومات الاحتلال بتنفيذ مطالب المقاومة من أجل إطلاق سراح شاليط، حيث جاء على لسان رئيس دولة الاحتلال شمعون بيرس قوله: "يجب علينا أن نستمر بعمل كل ما بوسعنا من أجل إعادة الجندي شاليط ودفع كل الثمن لذلك".

 

وكذلك دعا عدد من النواب في الكنيست الإسرائيلي لدفع أي ثمن من أجل إعادة شاليط إلى ذويه. وقال النائبان ايتان كابل من حزب العمل وزئيف بييلسكي من حزب كاديما: "إن على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اتخاذ قرار صعب بإطلاق سراح أسرى تلطخت أيديهم بالدم مقابل الإفراج عن شاليط". وفي سابقة هي الأولى من نوعها، شدد عدد من أبرز القيادات الأمنية الإسرائيلية قبل عدة أسابيع في مؤتمر صحفي، على ضرورة إتمام صفقة التبادل مع حركة حماس، مؤكدين أنه من واجب إسرائيل إعادة شاليط سالماً إلى ذويه.

 

وحضر المؤتمر الصحفي: رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) سابقًا يعقوب بيري، ورئيس جهاز الموساد سابقًا داني ياتوم/ رئيس أركان جيش الاحتلال الأسبق أمنون ليبكين شاحك، ورئيسا جهاز الأمن العام سابقا عامي ايالون وكارمي غيلون والميجر جنرال احتياط افيغدور كهالاني والميجر جنرال متقاعد من الشرطة اليك رون.

 

تبادل الاتهامات:

 

كما فجّر استمرار وقوع شاليط في الأسر العديد من الخلافات بين القادة الإسرائيليين لدرجة تبادلوا فيها الاتهامات علنا وأمام وسائل الإعلام. هذا عدا عن الاتهامات المتواصلة والتي لا يكاد يمر أسبوع إلا وتوجهها عائلة شاليط إلى رئيس حكومة الاحتلال بتحميله المسؤولية عن التقصير والفشل بإعادة ابنها رغم كل هذه السنوات.

 

وفي هذا السياق، يقول رئيس جهاز الشاباك الأسبق يعكوف بيري "إن قضية الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط لم تعد من أولويات الحكومة الإسرائيلية". ويضيف "أنا أعتقد أن قضية شاليط مهملة، ولا أعتقد أن الموضوع على رأس أولويات الحكومة، وإذا أمكن أن يساعد صوتي المتواضع فأنا أدعو وأتمنى على رئيس الحكومة أن يتخذ القرار الجريء وأن يعيدوا جلعاد إلى البيت".

 

كما نشرت القناة الثانية في تلفزيون الاحتلال قبل عدة أيام خبرا مفاده أن 24 شخص من قيادات إسرائيل ستعيش في "زنزانة" من أجل شاليط فى ذكرى أسره للعام الخامس منذ 25 حزيران 2006. وقالت القناة إن من بين تلك القيادات رئيس جهاز "الموساد" الاسبق داني ياتوم ورئيس جهاز "الشاباك" الاسبق عامي ايالون.

 

ومنذ عملية أسر شاليط نفذت عائلته وآلاف الإسرائيليين المتضامنين معه عشرات الفعاليات المطالبة بإطلاق سراحه مقابل أي ثمن تطلبه المقاومة الفلسطينية، وتعددت وتنوعت هذه الفعاليات ما بين المسيرات والندوات والاعتصامات والإضرابات والوقفات الاحتجاجية بالإضافة إلى التصريحات اليومية.

 

ونشرت الصحف العبرية العديد من استطلاعات الرأي التي أظهرت غالبية كبيرة تطالب بإتمام صفقة تبادل مع حركة حماس مقابل شاليط، حيث يبين أخر استطلاع جرى أن 72% من المستطلعين يؤيدون إطلاق سراح شاليط مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين بضمنهم من شارك في عمليات قتل فيها إسرائيليون.

 

صحفي فلسطيني.

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع "قاوم"، ويسمح بالنسخ بشرط ذكر المصدر"

 

 

Menu حسين عيسونادر المتروك مجيب الحميديمنال الشريففلورنس غزلانمقتل وزير الدفاع الليبيجواد غسال محمد الهداجعبد العلي حامي الديند. يحيى اليحياويمايسة سلامة الناجي لبنى ياسينماريو لوبيتكنأحمد مشعللبنى ياسيند.علي الإدريسيعز الدين العزمانيثائر الناشفسعيد علم الدينمنال شعياباسمة العنزيد. مبارك الذروهمن أحمد أمينإعلان دمشق بيانلبنى ياسيننشرة الرايد.مصطفي عبد العزيز مرسيد. طــلال عتــريســيدنيا الوطنلبنى ياسينفجر أوديساراندة أبوالعزمخالد بلقايديقيادي بالحرس القديملافا خالدرياض التركحازم خيريفهمي هويديمحمد حداويفلورنس غزلانفلورنس غزلاناحمد حسنمحمد عادل التاطوهسبريس من فاسماهر اختيارماهر اختيارزكريا حسنالمثنى الشيخ عطيةخالد احمد احمد السياغيمحمد بن المختار الشنقيطيالبحريند. عبد الله الفقيهندوة احوازيةد. خالد ممدوح العزيالعربية نتحملة للعصيان في طرابلسبلقيس حميد حسنلبنى ياسينمازن كم المازد.منذر خدامحسين اللسواسجلال / عقاب يحيى حازم سليمانخولة حسن الحديدخيرالله خيراللهمصعب قتلونيواجادوجو (رويترز)هسبريس - مُتابعةأ ف بعلاء الدين بنهادي