لا يا سيادة الرئيسليس بسلاحنا
عندما اشتعلت أول الأحداث في درعا، اشتعلت قلوبنا وجعا ونحن نرى إخواننا السوريين شباب وأطفالا يسقطون برصاص الأمن، إلا أن الأمر تم تغطيته وتبريره سريعا، على انه خطأ شخصي في التصرف من بعض أفراد الأمن، ولا أدري إن كنت أنا شخصياً صدقت الأمر من باب أنني أستبعد أن مواطنا سوريا بإمكانه قتل مواطن آخر بهذا البرود، أو لسبب آخر لا يعلمه إلا الله.إلا أن الدماء سفكت، والجثث تساقطت، وأخوان لنا سقطوا مضرجين بدمائهم وأحلامهم لا ذنب لهم إلا المطالبة بأبسط حقوقهم ككائنات بشرية من حقها أن تتنفس هواء الحرية حتى تشبع رئة الكرامة بهواء نظيف.لا يا سيادة الرئيس وألف لا:ليس بسلاحنا يا سيادة الرئيس.ليس بالسلاح الذي قضيتم كل سنوات الحكم أنت وأبيك تمتصون الدخل القومي بحجة حرب وهمية على سوريا، اكتشفنا أخيرا أنها كانت حربا ضدنا، وأنكم لم تكونوا بحاجة إلى ذلك القدر من التسليح الذي يمتص 80% من دخل الدولة فصدورنا عارية يا سيادة الرئيس، ونحن عزل، وبإمكانك بالمسدسات فقط ان تنتصر علي أنفاسنا.لنكتشف في الآخر أن الدخل القومي كان لتسليح جيوبكم بالدولارات، وأن التسليح الوحيد الذي نلناه سلاح يوجه لصدورنا العارية، وبعض النفايات النووية التي دفنت في ربوع أوطاننا هدية مسؤول في الوطن لمواطنيه.لا يا سيادة الرئيس وألف لاسنوات والسجون تبتلع الصغير قبل الكبير ونحن صامتون كما لو تحولنا إلى جدران صماء لا يعنيها ما يحصل.هل أتاك حديث طل الملوحي يا سيادة الرئيس؟هل أتاك حديث أحمد الركبي؟وغيرهم الكثير..بعضهم ارتاد سجونك وهو في الرابعة عشر، وبدل أن يتلقى آخر تسجيلات الأغاني كمن في سنه، تلقى لكمات وجلد وحرق وتعذيب شوهت قلبه قبل جسده، فكيف تقف أمامه لتخبره بأنك الرئيس..يا سيادة الرئيس.لقد احتفلوا ببلوغهم الثامنة عشر في ضيافة سجونك يا سيادة الرئيس.ولقد كنتم بقدر الضيافة اللازمة، فمنحتوهم احتفالات تتناسب وعمرهم وأحلامهم والكبائر التي ارتكبوها في حق سيادتكم أيها الأب العظيم.ماذا لو أن ابنك كان مكان أحدهما...وبنفس الجناية المرتكبة، الحديث عن أشد الممنوعات ضراوة في البلاد...الحرية، ذلك الخطر المدقع الذي يحيق بأمن البلد واستقرارها، فنحن شعب لم يبلغ الرشد يوما ولن يبلغه طالما أنكم على سدة الحكم تحكموننا بهذه الأبوية الرائعة.ماذا يا سيادة الرئيس لو أن أحد أفراد الأمن العتاة، اقتلع أظافر ابنك لأنه قال أنه يريد أن يكون كما ولدته أمه حرا، كبقية الكائنات التي خلقها الله.سيادة الرئيس..ما الذي تعتقد انه سيكتب في تاريخك المضيء كحاكم لدولة عربية اسمها سوريا...صادف أنها وطنك، وأن شعبها كما يفترض أخوة لك.وماذا عن تاريخ أبيك المضرج بدمائنا..دماء السوريين يا رئيس سوريا.أرجوك يا سيادة الرئيس ..ارحل..ودعنا نعيش بكرامة ولو ليوم واحد.
|