لبنى ياسين

ماذا تنتظر ؟

بلغني أيها الملك الرشيد..ذو الرأي السديد..بالمناسبة: ألست ملكاً؟ فقد خدعوني في دروس التاريخ وأخبروني بأنه وحده النظام الملكي يتمتع بخاصية التوريث، ولهذا السبب-كما قال درس التاريخ- فهو نظام فاشل ومستبد لأنه يحيل السلطة كلها إلى يد عائلة واحدة، ودون أن يكون للشعب رأياً في ذلك؟ حسناً..أيها الملك الرئيس، كنت أقول أنه بلغني أنك قمت بلقاء بعض شباب المعارضة والثوار، وأخبرتهم إن كان الشعب لا يريدك فإنك مستعد للتنازل عن الحكم..يا سيادة الرئيس..هل تحتاج إلى نظارة طبية وأنت طبيب عيون؟ إذا كان الشعب يريدك فلماذا يخرج يومياً بالمئات..بل بالألوف...هاتفاً ضدك بينما تحصد نيران جيشك أرواح شبابه..هل يرغبون بموت مجاني توفره لهم أنت بكرم عطائك؟

سيادة الملك الرئيس..تشردت عائلاتنا وباتت في المخيمات، تركت بيوتها التي أحرقها جيشك العتيد، وذهبت لتعيش في مخيمات على حدود تركيا..لماذا تعتقد أنهم فعلوا ذلك؟ هل كانوا يرغبون في التصييف في مخيمات تركية، ولم يكن لديهم خيار آخر سوى أن تحرق منازلهم وتحصد أرواحهم؟

سيادة الملك الرئيس..هناك من يقول - ولست أدري مدى صدقه- أن البلد باتت تحت رحمة أخيك ماهر، يدكها دكاً بالدبابات، تلك الدبابات التي أخبرتمونا أنت وبقية حاشيتك بأن شرائها يستهلك خزينتنا، وأن علينا أن ندفع من رواتبنا مجهود حربي، مجهود تشكرون عليه فعلاً وأنتم تدفعون البلاد نحو حرب أهلية، وها نحن نحصد ثمار هذا المجهود أشلاء أخواننا السوريين الذين يطالبون بالحرية.

وماهر كما يقال ليس أقل دموية من أبيه، بل ربما فاقه بكثير، تشهد على هذا مقاطع اليوتيوب التي تظهره واقفاً بين الأشلاء دون أن يرف له جفن، وهو يعلم أن هذه أشلاء أبناء الوطن، فلماذا أصبحنا مؤخراً تحت حكم أخيك؟ هل كتب على شعب سوريا المجيد أن تتنازعه الأسود دون رحمة؟

سيدي الملك الرئيس: جاع الشعب، حين كانت بطونكم متخمة بثروات الوطن، ولم يكن لديكم أدنى شك في أن المال الذي تأكلونه أنت وبقية حاشيتك الأسود المغوارة مغموس بعرق شعب بحاله يلهث وراء لقمة العيش ولا يدركها،تشققت جيوبكم لكثرة الامتلاء وما زالت كالجحيم تطالب بالمزيد ولا تشبع، والثروات التي وضعت في جيوبك وجيوب ابن خالتك ووكيل أعمالك مخلوف لا أخلف الله له خيراً وبقية الأسود الضارية تكفي لأجيال من أشبالكم التي لن تكون أقل ضراوة منكم، فلن يجوع حفيد حفيدك، ولن يعرى، وسيظل طفلاً مدللاً يبتلع ثروات سرقت من خزينة بلد جميل اسمه سوريا، فلماذا لا تتوقف وتعلن استقالتك، وتأخذ عائلتك لتعيشوا في نعيم غناكم بعيداً عن أرضنا التي أحرقتها؟

سيدي الملك الرئيس..تميز عهدك بالكذبات الكبيرة التي قدمتها لنا على طبق من الفضة، وأنت تعلن أنك تريد أن تبدأ بالإصلاحات، ولم تكفيك عشرة سنوات لكي تبدأ..فقل لي متى ستنتهي بالله عليك.

كل ما أخشاه أن يكون وعدك بالرحيل في حال تأكدت أن الشعب لم يعد يريدك كذبة أخرى، تمنحك وقتا تحصد فيه المزيد من الأرواح البريئة، والمزيد من اللعنات من كل أم أثكلتها، وكل طفل يتمته، وكل زوجة رملتها.

سيدي الملك الرئيس...إرحل..فالشعب يريد أن ينتخب رئيساً  له بإرادة حرة، وكل واحد فينا يتمنى أن يذهب إلى صناديق الاقتراع، دون أن يجد وصياً هناك يأخذ هويته، ويضع بدلاً عنه علامة في خانة "نعم" معلناً أنه موافق...موافق على ماذا؟؟؟ وحده الله يعلم.

"علينا أن نتذكر أنه ما من طبقة مستعبدة طالبت بالحرية الكاملة مرة واحدة، فعندما ثار النبلاء في انكلترا في وجه الملك، فإن عامة الشعب لم تطلب سوى تخفيف عبء الضرائب، وتخليصها من الاضطهاد الشديد الذي تعاني منه على يد حاشية الملك، فمن القواعد المعروفة أن من يعيشون تحت السيطرة لفترة طويلة لا يبدأون قط بالمطالبة بالقضاء على السلطة نفسها، بل تعديل استخدامها بطريقة تعسفية تنطوي على ظلم واضطهاد".

كتاب الحرية- جون ستيوارت مل

 

Menu حسين عيسونادر المتروك مجيب الحميديمنال الشريففلورنس غزلانمقتل وزير الدفاع الليبيجواد غسال محمد الهداجعبد العلي حامي الديند. يحيى اليحياويمايسة سلامة الناجي لبنى ياسينماريو لوبيتكنأحمد مشعللبنى ياسيند.علي الإدريسيعز الدين العزمانيثائر الناشفسعيد علم الدينمنال شعياباسمة العنزيد. مبارك الذروهمن أحمد أمينإعلان دمشق بيانلبنى ياسيننشرة الرايد.مصطفي عبد العزيز مرسيد. طــلال عتــريســيدنيا الوطنلبنى ياسينفجر أوديساراندة أبوالعزمخالد بلقايديقيادي بالحرس القديملافا خالدرياض التركحازم خيريفهمي هويديمحمد حداويفلورنس غزلانفلورنس غزلاناحمد حسنمحمد عادل التاطوهسبريس من فاسماهر اختيارماهر اختيارزكريا حسنالمثنى الشيخ عطيةخالد احمد احمد السياغيمحمد بن المختار الشنقيطيالبحريند. عبد الله الفقيهندوة احوازيةد. خالد ممدوح العزيالعربية نتحملة للعصيان في طرابلسبلقيس حميد حسنلبنى ياسينمازن كم المازد.منذر خدامحسين اللسواسجلال / عقاب يحيى حازم سليمانخولة حسن الحديدخيرالله خيراللهمصعب قتلونيواجادوجو (رويترز)هسبريس - مُتابعةأ ف بعلاء الدين بنهادي