ثائر الناشف

المُعارض السوري ثائر الناشف: الثورة أربكت نظام الأسد

المُعارض السوري ثائر الناشف: الثورة أربكت نظام الأسد - Hespress

حاوره: نورالدين لشهب

قال الكاتب الإعلامي والناشط السياسي السوري ثائر الناشف أن مسار الثورة السورية أربك نظام الرئيس بشار الأسد الذي لم يوجه لحد الساعة أي خطاب للشعب السوري رغم الأحداث المتسارعة التي تشهدها بلاده.

وأكد الناشف في حوار مع "هسبريس" أن الثورة السورية ضد نظام الأسد لم تتأخر، موضحا أن ما يحصل في سوريا الآن، إنجاز كبير من شعب انتفض على جلاد حكمه بقوة الحديد والنار.

الزميل ثائر، ماذا يجري في سوريا الآن، وباختصار رجاء؟

ما يجري في سورية اليوم هبة شعبية وصحوة ثورية، تأثر بها الشعب السوري أسوة بغيره من الشعوب العربية بعد سنوات طويلة من القمع والبطش والاستبداد، كما أن سورية بنظامها القائم على حالة الاستبداد ليست استثناء عن باقي الدول العربية .

 سوريا دولة الممانعة وحاضنة المقاومة، هل هي مؤامرة خارجية كما قالت مستشارة الرئيس بثينة شعبان في مؤتمرها الصحفي؟

 نظام الأسد على مدى سنوات حكمه الممتد لأكثر من أربعين عاماً، ظل يردد أنه النظام العربي الوحيد الذي يقف في وجهه المخططات والمؤامرات الأجنبية، لكن الحقيقة التي يعلمها القاصي والداني، أن ادعائه هذا كذر الرماد في العيون والضحك على الذقون، فكيف لنظام يدعي الممانعة والمقاومة، أرضه ( الجولان ) لازالت محتلة منذ 44 عاماً، وهو ذات النظام الذي لم يطلق رصاصة واحدة منذ ذلك التاريخ وحتى الآن ؟ قد يكون النظام ممانعاً، لكن ممانعته هذه ضد خيارات الشعب السوري في الحرية والتقدم، من هنا نستطيع أن نفهم ادعاءات النظام السوري، بوصف الثورة الشعبية بالمؤامرة، فهذا النظام وغيره من الأنظمة المستبدة، أسرى لنظرية المؤامرة، لأن عقله مجبول عليها .

  لماذا لم يظهر مسؤول سوري كالرئيس مثلا أو ما ينوب عنه في خطاب مباشر مع الشعب ؟

لم يظهر، لأن مسار الثورة، أربك نظام الأسد، وجعله يتخبط خبط عشواء، فمرة يزج بمستشارته بثينة شعبان التي أدعت أن ما يجري في سورية مقدمة لفتنة طائفية، ومرة يبعث بوزير إعلامه الذي يناقض نفسه من خلال نفيه المستمر لوجود أي ثورة أو احتجاجات على الأرض .

 عبد الباري عطوان كتب موجها خطابه للنظام السوري بأن يعطي الأولوية للشعب قبل فلسطين، كيف ترى هذا الكلام؟

كنا حتى الأمس القريب نختلف مع الزميل عبد الباري عطوان، لاعتقاده بأن نظام الأسد، آخر نظام عربي يدافع عن القضية الفلسطينية ويحتضن قياداتها، لكنه على ما يبدو استدرك خطأه وقرأ حجم المعاناة والمأساة التي يعيشها المواطن السوري، من هنا نستطيع أن نفهم تغير مواقفه تجاه النظام السوري، والسيد عطوان يعلم جيداً، أن نظام الأسد أضر بالقضية الفلسطينية عندما شق صفوفها في مطلع الثمانينات، وعمد إلى استغلالها والمتاجرة بها أكثر مما فعلته النظم العربية الأخرى.

هل سقط شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة؟

 لقد سقط هذا الشعار فعلياً بالهزيمة المدوية التي مني بها العرب في حرب الأيام الستة عام 1967، وقبل ذاك التاريخ ، كان هذا الشعار يدوي صداه بعيداً في كل البلدان العربية، وقد كانت سورية التي عاشت الوحدة مع مصر، أحد تلك البلدان التي ابتلت بهذا الشعار المبطن الذي زيف العقول، وعطل كل متطلبات البلاد في التنمية والإصلاح والحرية، وبدلاً من هذا الشعار المستهلك، فإن الشعار الوحيد الذي يعلو في السماء العربية هو، لا صوت يعلو فوق صوت الحرية .

لماذا تأخرت الانتفاضة في سوريا على غرار باقي الدول العربية؟

 كلا لم تتأخر الانتفاضة السورية، بدليل أنها انطلقت بالوقت الذي انطلقت فيه الانتفاضة الليبية واليمنية وقبل ذلك بقليل سبقتها الانتفاضة المصرية والتونسية، فما يحصل في سورية الآن، إنجاز كبير لا يقدر بثمن من شعب انتفض على جلاده الذي حكمه بقوة الحديد والنار .

قيل بأن قوات من حزب الله شاركت في قمع انتفاضة درعة، هل يمكنك أن تؤكد لنا هذا الزعم؟

حزب الله حليف استراتيجي وثيق للنظام السوري، والعلاقة بينهما، أشبه ما تكون بالالتصاق الأفقي والعمودي، لكن ما أشيع عن وجود عناصر لحزب الله في سورية، يمكن في هذا الصدد التأكيد على وجود قواعد عسكرية للتدريب في منطقة عدرا 30 كلم جنوب دمشق، بكل الأحوال، حزب الله كشف عن وجهه الحقيقي عندما اجتاح بيروت في 7 مايو 2008، وبالتالي ليس غريباً عليه أن يدعم نظام الأسد في حربه ضد ثورة الشعب السوري.

 لماذا برأيك تهتم إيران بما يقع في البحرين وتغض الطرف عن انتفاضة الشعب السوري؟

اذا ما دققنا في سياسة النظام الإيراني، سنجد أنها قائمة على النفاق والرياء، فمرة يعلو صوتها لدعم الثورة المصرية، ومرة أخرى نراها تدفن رأسها في الرمال كالنعامة عندما يتعلق الأمر بحلفائه الإقليميين، كما هو الحال مع النظام السوري، ثم أن النظام الإيراني لا يهتم إلا بمصالحه، وفوق ذلك يتاجر بمعاناة الشعوب تحقيقاً لتلك المصالح.

الانتفاضة السورية بدأت تتسع في ربوع الوطن، الملاحظون يقولون بأن السيناريو الليبي سيتكرر في سوريا لتشابه النظامين، ما رأيك ؟

 منذ اليوم الأول الذي انطلقت فيه شرارة الثورة السورية في 15 مارس، اتضح لجميع المراقبين سلمية مطالبها في الحرية والعدالة، كما أن الشباب الثائرين أعلنوها صراحة على الملأ، وهتفوا مراراً، سلمية سلمية، لكن النظام السوري المعروف بوحشيته وديكتاتوريته أبى إلا أن يواجه الشباب العزل بالرصاص الحي المصبوب على صدورهم، فالشباب الثائر أكد على سلمية مطالبه في الحرية والعدالة، والنظام يحاول جاهداً حرف مسار الثورة، بإخراجها من مسارها السلمي إلى مسار العنف لكي يبرر لنفسه الانتقام من الشعب السوري، كما فعل نظام القذافي، ولكن ذلك لا يعني أن السيناريو الليبي سيكون مطابقاً للحالة السورية، طالما استمرت رغبة الشباب في التظاهر السلمي .

من المعلوم أن حماس تنحدر من تنظيم الإخوان المسلمين الذي يعاديه حزب البعث، بل لديكم قانون في سوريا يحكم بالإعدام على كل من ثبت أنه من الإخوان، كيف ترى طبيعة هذا التحالف؟

 النظام السوري لديه الاستعداد الكامل للتحالف مع الشيطان إذا كان ذلك يخدم مصالحه، فليس غريباً على هكذا نظام شمولي يرقص على الحبال ويلعب على التناقضات، أن يتحالف مع حركة حماس ذات التوجه الإسلامي المناقض لتوجهه المعلن. ولفهم ذلك التناقض، علينا أن نعي جيداً، أن نظام الأسد يعيش على وقع تلك التناقضات، بل ويستمد حضوره في الحكم من خلال التكسب من مصائب الآخرين، فهو نظام لا يهمه إلا مصالحه المتمثلة ببقائه في السلطة على طريقة حلفائه الإيرانيين، الذين يقاسمهم نفس السياسة القائمة على المخاتلة والمراوغة.

هل يمكن للنظام السوري أن يلعب الورقة الطائفية؟

 الورقة الطائفية هي آخر ورقة يستخدمها النظام لتفجير الأوضاع في سورية بنفس الطريقة التي استخدمها في لبنان، عندما أجج سعير الحرب الأهلية بين مختلف طوائف المجتمع اللبناني، ليبرر لنفسه التدخل في شؤون لبنان، لكن الوضع في سورية يختلف عما هو عليه الحال في لبنان، أو في أي بلد مجاور، فالتركيبة الاجتماعية في سورية لها خصوصيتها، والنسيج السوري محصن من أي رياح طائفية قد يذروها النظام للعبث بمستقبل البلاد قبل أن يغادر السلطة، فلا خوف من عبث النظام، لأن المجتمع الأهلي السوري بجميع مكوناته وأطيافه متماسك ومتلاحم والتاريخ يثبت ذلك.

ما أثر ذلك على المنطقة ولا سيما مع لبنان؟

 لبنان عبر التاريخ، شديد التأثر بما يحصل في سورية، نظراً لخصوصية العلاقة بين البلدين والشعبين، وعليه فإن السلبيات والتجاوزات التي راكمها النظام السوري في لبنان، ستزول بشكل كامل ونهائي بمجرد رحيل النظام، وما ينطبق على لبنان إن سلباً أو إيجاباً، ينطبق بدوره على كثير من البلدان العربية التي أضعفتها سياسات النظام السوري.

هل أنت متفائل أم متشائم أم متشائل؟

 لا وقت الآن للتشاؤم، ولا للتشاؤل، فهذا الزمن، هو زمن التفاؤل بالغد المشرق والمستقبل الآمن لجميع الشعوب العربية، فنجاح الثورة في بلد ما، يعني نجاحها في البلدان الأخرى. نستطيع أن نقول الآن، لقد انتهت صفحة الانقلابات العسكرية بقيادة جنرالات الجيش، وبدأت صفحة الثورات الشعبية بقيادة الشباب .

 

ثائر الناشف في سطور:

ولد الكاتبالمسرحي والناشط إعلامي سوري ثائر الناشف ، في مدينة الرقة شمال شرق الجمهورية السورية عام 1982 ، تلقى تعليمه الأساسي فيها ومن ثم انتقل إلى العاصمة دمشق ليكمل تعليمه الجامعي في كلية الآدادب والعلوم الإنسانية - قسم الإعلام.

حصل على إجازة في الإعلام عام 2005، عمل محرراً سياسياً في الوكالة السورية للأنباء (سانا)  عام 2005 - 2006 .

يكتب في العديد من الصحف اللبنانية والخليجية، يقيم في القاهرة منذ العام 2007، نشط في الحقل الإعلامي من خلال قناة زنوبيا وغيرها من القنوات الفضائية ، كما نشط في الحقل الثقافي.

له العديد من الاصدارات المسرحية والفكرية منها :

الزمن الرديء - ظل الديكتاتور - شالوم - الطائفية في سوريا رؤية من الداخل - الإسلام المعاصر - الوجه الآخر - إشكالية العقل في الإسلام.



Partager63

 

Menu حسين عيسونادر المتروك مجيب الحميديمنال الشريففلورنس غزلانمقتل وزير الدفاع الليبيجواد غسال محمد الهداجعبد العلي حامي الديند. يحيى اليحياويمايسة سلامة الناجي لبنى ياسينماريو لوبيتكنأحمد مشعللبنى ياسيند.علي الإدريسيعز الدين العزمانيثائر الناشفسعيد علم الدينمنال شعياباسمة العنزيد. مبارك الذروهمن أحمد أمينإعلان دمشق بيانلبنى ياسيننشرة الرايد.مصطفي عبد العزيز مرسيد. طــلال عتــريســيدنيا الوطنلبنى ياسينفجر أوديساراندة أبوالعزمخالد بلقايديقيادي بالحرس القديملافا خالدرياض التركحازم خيريفهمي هويديمحمد حداويفلورنس غزلانفلورنس غزلاناحمد حسنمحمد عادل التاطوهسبريس من فاسماهر اختيارماهر اختيارزكريا حسنالمثنى الشيخ عطيةخالد احمد احمد السياغيمحمد بن المختار الشنقيطيالبحريند. عبد الله الفقيهندوة احوازيةد. خالد ممدوح العزيالعربية نتحملة للعصيان في طرابلسبلقيس حميد حسنلبنى ياسينمازن كم المازد.منذر خدامحسين اللسواسجلال / عقاب يحيى حازم سليمانخولة حسن الحديدخيرالله خيراللهمصعب قتلونيواجادوجو (رويترز)هسبريس - مُتابعةأ ف بعلاء الدين بنهادي