محمد الهداج

كَاسَــكْ يا وطـن

كَاسَــكْ يا وطـن - Hespress

 

"بدل أن تلعن الظلام أشعل النار في نفسك"       واقع عربي

في مقالي السابق آخذ أحد المعلقين الأفاضل على "كُتَاب" هذا الموقع (1)  الموقع التركيز على الجزء الفارغ من الكأس و إهمال الجزء المملوءة منه، وأقول: ألا يكفي سيدي أن قنوات الدولة تدخل بلا استئذان ملايين البيوت المغربية لتتحدث لهم عن الجزء المملوءة من الكأس وزِد عليها رجالات الأحزاب العريقة عندنا (من العرَق لا من العراقة)، وأضف إلى كل ذلك تصريحات الديبلوماسيات الغربية المشيدة بهذا النصف المملوءة من الكأس (2)، أتستكثر على الكأس المسكينة من يتحدث عن نصفها الفارغ كما استكثر صاحب التسع والتسعين نعجة على أخيه نعجته فأراد ضمها لـ"يستويَ" له الحساب، وماذا سيدي لو كان ما بالكأس من ماء لا يروي سوى طُغمة من "رعاة" الفساد في البلاد ممن لا يشغلهم شيء عن ذكر المال والسلطة و وضع "فرامل" من حجم "فرامل" الحافلات لوقف "زحف" رياح" التغيير وتحويلها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا "ريحا" صرصرا عاتية تذهب بما فيه خير البلاد وتُبقيهم على رقاب البلاد والعباد إلى إشعار آخر.

نعلم أن مصير من يرفض أن يكون شاعر القبيلة هو السجن أو التضييق والمحاكمات كما أقام الدليل ناصعا تعامل "العدالة" المغربية مع من أعاد للصحافة المقروءة بعضا من عافيتها: الشاعر و الكاتب والصحافي رشيد نيني.

أليس من حقنا أن نتساءل عن تزامن توقيت تفجير مقهى مراكش مع الفاتح من ماي مع الحجم المتزايد لمسيرات الاحتجاج في البلاد ومع إعلان اغتيال بن لادن رحمه الله. سبق أن قلت في مقال سابق أن ما يُسمى بـ"الإرهاب" حليف، شاء أصحابه أم أبوا، لـ"أمة الزمان" أمريكا، والتي علينا أن نُصدقها في كل ما تقول ولو راكم تاريخها القديم والجديد جبلا من الأكاذيب والدعاوى التي لم تُقم عليها دليلا سليما إلى يوم الناس هذا: اغتيال الرئيسين لنكولن و كيندي و النزول على القمر(3)، والذي لم تعد تستطيعه بعد مرور أكثر من أربع عقود!، أسلحة الدمار الشامل في العراق، والآن الإعلان عن اغتيال زعيم القاعدة في وقت يتزامن مع انخفاض شعبية الرئيس الأمريكي.

أكل ذلك صُدف في عالم التقنية و مراكز التفكير أو بالأحرى "أوكار التآمر". صعود "الإسلاميين" (4) في مصر وإعلان الكنانة عن فتح معبر رفح و تنامي العداء لاتفاق العار في "حديقة داوود"، كل ذلك يجعل المستقبل في وضع الانفلات من قبضة "أمة الزمان" و حامل "جهاز التحكم عن بعد " في سياستها "إسرائيل".

هاهي اليوم غربان الغرب تُحرك صنائعها في الداخل للتركيز على "العلمنة"، فتكبيرات الثوار وجُمَعُ الانتفاضات تهديد لـ"لمخزن الأمريكي العالمي" والمُصابُ الجَلَلُ أن هذه الصنائع تحتاج لسنوات ضوئية لمعرفة الإسلام والغرب على السواء، كما تبين من مداخلات دكتورة تونس في مناظرتها لأستاذ الفلسفة "الإسلامي"، وكما يتبين من كتاباتٍ عن العلمانية و الحداثة وضرورتها في مقالات تُذَكِّر بـ"التلاوة الجديدة" التي درس فيها أبناء جيلي في الابتدائي.

ما العمل؟ ذلك سؤال "مراكز التآمر" think tank   الغربي. لا بديل عن فزاعة "الإرهاب"، ولا تبرير أقوى لها من  إعلان اغتيال بن لادن ففي ذلك ضرب لعصفورين بحجرة واحدة: ترهيب للناس بثأرٍ قادم وشعبية عائدة لرئيس كاد "يبيبد".

سيقول البعض إن في هذا "التحليل" استعادة أبدية لنظرية المؤامرة، ولْتَكُن. لقد بين تاريخ البلاغة و الخطاب أن من أنجع الوسائل لمحاربة فكرة أو مفهوم هو تحويله إلى نقيصة أو سُبّة، لأنها تجعل الطبع ينفر منه لملازمته خانة النقائص وذلك بفعل التكرار والعادة، ذلك ما فعله سقراط و أفلاطون بالسفسطائيين و فعلته  "النّخبُ اللبرالية" المترفة بمفهوم "الشعبوية"، وتفعله اليوم أوكار الاستخبار بمقولة المؤامرة.

قلت في مقال سابق أن مهمة شعوب الاحتياط العالمي الطاقي و البشري والقمامي مزدوجة: كسرُ قيد التبعية لـ"أمة الزمان" و توابعها الغربية و تحطيمُ سجن الاستبداد للحاكمين بالتفويض من هؤلاء (5).

يُقتَّل الأبرياء أشهرا في اليمن و لا يُحرك الغرب إلا أشداق ديبلوماسييه، لأن الجُمَعَ و "البراقع" و صلوات الثائرين الهادئة تحت أمطار رصاص الطاغية مناظر تُفزعه و تُهدد مستقبله بأجيال قد تسائِله عن تعويض مصدر ثرواته و "كشف" علاقتها بالاستعمار والتبعية والاستبداد والفساد في بلاد العرب والمسلمين، وقد فعلت ما ظاهره العكس في ليبيا لغاية لا تخفى إلا على خِبّ، وقد أبت تسليح مقاومتها، فلا أحد يمد السلاح لمن يعتقده جزاره، وهي كما يرى من ليس على بصره غشاوة ماضية في اصطناع معارضين "تُقرصن" لهم الثورة بعقود إذلال بلا أجل مسمى.

 

المغرب كاد يكون استثناءا، لولا عناية الغرب وأمريكا، وذلك بتوسل مِشجب "الإرهاب" الذي يريدون تكسير هذا الاستثناء به. وذلك ظاهر من تزامن الأحكام القاسية على معتقلي ما يُسمى "بالسلفية الجهادية" و تفجير مراكش، الذي تحول بقدرة قادر من عملية انتحارية لمعلم "بيضاوي" إلى تفجير بجهاز التحكم عن بُعد، ولكن كما نقول في دارجتنا "طارت معزة"، القاعدة من فعلها بجهاز بشري أو آلي، كما تزامن كل ذلك مع اعتقال صاحب العمود الأشهر في الصحافة المغربية الذي يُهدد الفاسدين من الحاكمين بالتفويض: حلفاءَ أمريكا في معركتها مع طواحين الهواء.

فهل هذه "الكاد" ستستعيد قوتها للتَّحقُّق أم تبقى سطرا في كتب التاريخ يتحدث عن أمة كادت تريد الحياة وكاد قيدها ينكسر لولا "ألطاف" أمريكا.

إحالات

(1) لا وجود لكُتَّاب هسبريس أو المساء أو غيرهما فكل هذه المنابر تكتب بالبنط العريض "ما ينشر في الجريدة يُعبر عن رأي صاحبه"، ومن يقرأ المقالات المنشورة لابد واجد مقالات تتحدث عن الجزء المملوء من الكأس.

(2) وحتى لا أُتهم بالسوداوية أعترف أن أمرَ الملك للأجهزة الأمنية باحترام القانون فوََّت على هؤلاء فرصة ثمينة لممارسة هواياتهم المفضلة، من مثل "اللعب بالقناني"، مع التنبيه على أن الأجهزة الامنية مفروض فيها السهر على تطبيق القانون وليس انتظار الأوامرَ باحترامه.

 

(3) أنظر في الشبكة الدولية عن حقائق هذا النزول المفترض على كوكب القمر وشهادات أهل الاختصاص في إمكان ذلك ساعتها بل واليوم.

(4) أضع كلمة الاسلاميين بين لامتين في كل ما أكتب لأني لست مرتاحا للكلمة و لاستعمالها ولو إجرائيا في بلاد أغلبيتها الساحقة مسلمة تؤمن بالله ربا و بمحمد نبيا ورسولا وتهفوا قلوب أبنائها لزيارة قبره و حج بيت الله. وذلك ما يجعل اللائكية غير ممكنة في بلاد المسلمين لأن قوة الإسلام وهيمنته تكمن في شعائره لا في التنظيمات التي قد تُنْسبُ إليه، وذلك موضوع يطول الحديث فيه.

(5) محمد الهداج: "مالذي يقع في بلاد العرب؟".

 

Menu حسين عيسونادر المتروك مجيب الحميديمنال الشريففلورنس غزلانمقتل وزير الدفاع الليبيجواد غسال محمد الهداجعبد العلي حامي الديند. يحيى اليحياويمايسة سلامة الناجي لبنى ياسينماريو لوبيتكنأحمد مشعللبنى ياسيند.علي الإدريسيعز الدين العزمانيثائر الناشفسعيد علم الدينمنال شعياباسمة العنزيد. مبارك الذروهمن أحمد أمينإعلان دمشق بيانلبنى ياسيننشرة الرايد.مصطفي عبد العزيز مرسيد. طــلال عتــريســيدنيا الوطنلبنى ياسينفجر أوديساراندة أبوالعزمخالد بلقايديقيادي بالحرس القديملافا خالدرياض التركحازم خيريفهمي هويديمحمد حداويفلورنس غزلانفلورنس غزلاناحمد حسنمحمد عادل التاطوهسبريس من فاسماهر اختيارماهر اختيارزكريا حسنالمثنى الشيخ عطيةخالد احمد احمد السياغيمحمد بن المختار الشنقيطيالبحريند. عبد الله الفقيهندوة احوازيةد. خالد ممدوح العزيالعربية نتحملة للعصيان في طرابلسبلقيس حميد حسنلبنى ياسينمازن كم المازد.منذر خدامحسين اللسواسجلال / عقاب يحيى حازم سليمانخولة حسن الحديدخيرالله خيراللهمصعب قتلونيواجادوجو (رويترز)هسبريس - مُتابعةأ ف بعلاء الدين بنهادي