أسد أم ذئب يا سيدي الرئيس
في الأسبوع الثالث للثورة السورية ضد نظام الأسد، يبدو أن أسدنا خلع عنه القناع أخيراً، وأرانا الوجه الحقيقي لسعادته، أو أنه كما يتردد ترك كل شيء وطفق هارباً إلى بريطانيا، وترك شعبه تحت رحمة أخيه ماهر الأسد المعروف بكونه رجل عسكري إلا يعرف حلا إلا الدبابة، ولا صوتاً سوى دوي الرصاص.من المؤسف أنني أنا شخصياً مثل كثيرين غيري، وقعت ضحية الإعلام السوري المضلل، ونزفت وجعاً عندما قالوا مندسين، ثم غيروا رأيهم فأصبحوا سلفيين، ولا أدري إن كانوا سيتذكرون يوما ما على رأي الأغنية التي درجت عن هذا الموضوع أنهم..سوريون..فقط لا غير.سوريون يا سيادة الرئيس، ربما أكثر مني ومنك، فأنا هنا لا أفعل شيئا سوى أن أناصرهم بقلمي بينما يدفعون دمائهم ثمنا للحرية، وأنت تقتلهم بالسلاح الذي أخبرتنا أنا وأبوك الراحل أنه من واجبنا الوطني أن نحتمل قلة الرواتب وشح المال لأن الخزينة تذهب بمجملها مجهود حربي..ويا له من مجهود تشكرون عليه.سوريون يا سيادة الرئيس، يجري بردى في دمائنا، ويتفتح الياسمين في أوردتنا، وتعيش حاراتنا القديمة في قلوبنا، وما زالت أهم طقوسنا طبق فتةالحمص يوم الجمعة، نجتمع عليه ونحكي همومنا الصغيرة التي لحقت بنا بسبب الذئاب التي حكمت البلد وهي ترتدي زي الأسود.سوريون..يشهد على وطنيتنا المسجد الأموي وكنيسة حنانيا، الصليب والهلال، الياسمين والحمام، والمولوية وبوظة بكداش، وتلك التفاصيل الصغيرة التي لا أظنك تعرف عنها شيئا.وأنت معذور كلالعذر يا سيادة الرئيس..فأنت أولا ترعرعتودرست في بريطانيا، لكنك نسيت أن تتعلم هناك معنى كلمة الديمقراطية، وتعلمت فقط أن الحكم يورث، فأصبح لنا دور الريادة في اختراع الجمهورية الملكية، كما أنك مشغول بالسلاح السوري العتيد، الذي وجد أخيرا عملا له، ووجد صدوراً يتوجه إليها، صدوراً عارية تم تصنيفها على أنها صدور أعداء الوطن..ونسيتم أن تلك الصدور يحمل أصحابها الجنسية السورية والهوية السورية والمصائب الواقعة على كاهل المواطن السوري.هل أتاك حديث مجزرة حماة يا سيادة الرئيس؟عندما منحنا الأسد الأول بركة كذبة "الأخوان المسلمين".أبوك يا سيدي الرئيس أباد مدينة بأكملها، لكنك أبيت إلا أن تكون أعظم منه انجازاً، وأكثر شهرة، لتدخل التاريخ على صهوة دمائنا، وها أنت وأخوك تبيدون مدناً بكاملها دون هوادة..متذرعين بكذبة.." المندسين..السلفيين...السوريين".شكراً يا سيادة الرئيس فنهاية عهدكم العظيم أنهار من الدم، وأمهات ثكالى، وأطفال مقتولون..وكفوف ملوثة بالدماء يحملها أولادك جيلا بعد جيل لعنة لا تفارق عيونهم، شكراً أيها الأسود..لأنكم أخيرا نجحتم ودون قصد منكم في إخراج الأسد الحقيقي من مكمنه ليتصدى لدباباتكم بصدر عارٍ، وليجعلنا نتأكد أننا لم نرَ أسوداً قبل الثورة، لكننا كنا نعتقد أننا رأيناها. |