منال شعيا

ما مصير المعتقلين وسط الغليان في سوريا؟

 ما مصير المعتقلين وسط الغليان في سوريا؟

“سوليد”: بيروت مسؤولة عن رفع العذاب

كل أعين اللبنانيين شاخصة الى الحوادث التي تشهدها سوريا، إلا ان لأهالي المعتقلين في السجون السورية نظرة مغايرة الى تلك الحوادث. لهؤلاء اولاد وازواج واقرباء، تغيب اخبارهم منذ اعوام بعيدة، تماما مثلما غابوا هم عن أعين اهلهم.
في سوريا لا يزال ثمة معتقلون. تلك هي المعادلة الثابتة عند “هيئة  دعم اهالي المعتقلين في السجون السورية” (سوليد). ومن هنا تنطلق ” سوليد” في قراءتها للحوادث الاخيرة. ويقول رئيسها غازي عاد: “في الاساس، تخوفنا على مصير اولادنا يعود الى اهمال السلطات اللبنانية، فكيف اليوم والحوادث تعصف في سوريا؟”. يتابع الاهالي ما يجري هناك، ويتحسرون على كل يوم اضافي يعيشه ابناؤهم في اقبية السجون. مطالبهم لم تتبدّل، وإن تكن لم تعد تحتمل التأجيل.
يقول عاد لـ”النهار”: في الظروف العادية نخاف ان تموت هذه القضية، فكيف اليوم؟ لا افهم لماذا تغيّب الآلية الواضحة التي تتيح مناقشة الموضوع بشكل علمي وجدّي”. ان اول طرف يحمّله عاد المسؤولية هو السلطات اللبنانية. يعلّق: “هي غائبة تماما عن الموضوع، كأنها غير معنية، فيما هي الطرف الاول المسؤول عن رفع العذاب عن المعتقلين”.
ولمن لم يعد يتذكر، فان اهالي المعتقلين لا يزالون مستمرين في اعتصامهم في حديقة جبران خليل جبران امام “الاسكوا” منذ سبعة اعوام. ولمن نسي اوديت سالم، فان الاخيرة قضت في 20 ايار 2009 حين دهستها سيارة وهي في طريقها الى بيتها – الخيمة، بعدما تعبت من انتظار ولديها ريشار وماري كريستين المفقودين منذ 17 ايلول 1985. رحلت اوديت وتركت الخيمة لاهلها. ربما من حسن قدرها ألا تتابع الحوادث في سوريا، بعدما تجمدّت حياتها وباتت تدور حول ريشار وماري كريستين وماتت من دون ان تراهما.
أما عاد، كعادته، فلم يتغير. يجلس في الخيمة يوميا. يبادرك بالقول: “انا في الاساس انتظر الفعل من السلطات اللبنانية. كل الاهالي لا يزالون ينتظرون الاجوبة. هي اجوبة عن مصير اولاد، ولا اعرف كيف يمكن اهمال ذلك، وبأي حق؟ وبأي انسانية يتحلّى هؤلاء؟”.
ويتابع: “المسؤولون اللبنانيون يتذرّعون بأن السوريين قالوا إن ليس عندنا معتقلون، ولهؤلاء اقول: اسألوا الاجهزة اللبنانية الى من سلّمت اللبنانيين؟ الجميع يتذكرون الصور التي نشرتها “النهار” عن فيلا جبر بعيد الانسحاب السوري من لبنان في نيسان 2005، وكيف وجدت مراسلات بين القوى اللبنانية والمخابرات السورية. نحن لم نصدّق أقاويل المسؤولين اللبنانيين، ولا نطلب الا مواجهة الموضوع بمعلومات وبيانات وارقام”.
الجميع في الخيمة يتخوّفون على مصير المعتقلين وسلامتهم، في رأيهم ان السلامة الحقيقية لا تكون إلا بقاعدة ثابتة عبر وجود آلية رسمية لبنانية تتابع الملف بكل الظروف. هذه الآلية يفسرها عاد بعبارة: “الهيئة الوطنية لمعالجة قضية الاخفاء القسري”، مؤكدا ان ” هذا المطلب لا يزال مطلبنا الدائم ولا نرى فيه سوى الحل الانجع”.
لطالما شعر الاهالي ان المسؤولين اللبنانيين يهربون  من مسؤولياتهم في هذا الملف، ولطالما تخوفوا من ان يموت الملف، لكن ما لم يستوعبوه هو كيف ان المعنيين في هذه السلطة العظيمة لم يكلّفوا انفسهم عناء طمأنة الاهالي الى ان السلطات اللبنانية تواكب اي طارئ قد يحصل في قضية المعتقلين ومصيرهم بعدما عصفت الحوادث في سوريا. لا احد اهتم او فكرّ في انعكاس هذه التحولات في سوريا على مصير المعتقلين – اولاد بلادنا.
يعلّق عاد: ” لم يكلّف المسؤولون انفسهم عناء اصدار بيان واحد بعد اندلاع الحوادث الاخيرة”. وحين تقابله بمنطق ان لا حكومة في لبنان وان الغليان في الدول المحيطة يقابله جمود وفراغ، يجيبك: “من المعيب  استعمال كلمة فراغ في الدول التي تحترم نفسها، لا وجود لكلمة فراغ. في كل الدول قد نشهد فترات انتقالية، ولكن لا تتجمد كل مفاصل السلطة. في الاساس، نحن نعيش حالة جمود دائمة ولامبالاة مستمرة في ملفنا، ولا علاقة لذلك بوجود حكومة او عدمها. ان كلمة فراغ ليست سوى هروب من المسؤوليات”.
في الاونة الاخيرة لحظ عاد اعادة اهتمام دولي بقضيتهم. فبالامس التقى الاهالي وفدا من السفارة البريطانية، وقبل  اسابيع زار الخيمة سفير فرنسا دوني بييتون واستمع الى معاناة الاهالي. يقول عاد: ” الدعم الدولي مهم جدا لقضيتنا، ولاحظنا اخيرا ان ثمة تفعيلاً وخصوصا من فرنسا وبريطانيا والمانيا. حتى الان لا شيء ملموساً، لكننا نسعى الى بلورة  الدعم عبر آلية محددة لم تتضح معالمها، في انتظار ان نرى امكانات المساعدة، الا ان قنوات الاتصال مهمة جدا لانها دليل اعتراف بالقضية”.
في خضم المعاناة المستمرة يوجه عاد رسالة مزودجة، الاولى الى  “المسؤولين اللبنانيين الذين كانوا يتابعون قضية المعتقلين في سوريا حين تسلّموا الحكم، فنسألهم ماذا فعلتم، واين هي اجوبتكم عن مطالبنا وبياناتنا المستمرة؟ اما الرسالة الثانية فهي الى من يعتقد ان لا معتقلين في السجون، فليبادرنا بالاجوبة عن مصير هؤلاء، اين هم؟ وليحددوا لنا المقابر الجماعية لتنبش كلّها بلا استثناء، وإلا فالمعاناة ستبقى حيّة في خيمة الاعتصام، وسط اللامبالاة والاهمال!

-
منال شعيا  – النهار

 

Menu حسين عيسونادر المتروك مجيب الحميديمنال الشريففلورنس غزلانمقتل وزير الدفاع الليبيجواد غسال محمد الهداجعبد العلي حامي الديند. يحيى اليحياويمايسة سلامة الناجي لبنى ياسينماريو لوبيتكنأحمد مشعللبنى ياسيند.علي الإدريسيعز الدين العزمانيثائر الناشفسعيد علم الدينمنال شعياباسمة العنزيد. مبارك الذروهمن أحمد أمينإعلان دمشق بيانلبنى ياسيننشرة الرايد.مصطفي عبد العزيز مرسيد. طــلال عتــريســيدنيا الوطنلبنى ياسينفجر أوديساراندة أبوالعزمخالد بلقايديقيادي بالحرس القديملافا خالدرياض التركحازم خيريفهمي هويديمحمد حداويفلورنس غزلانفلورنس غزلاناحمد حسنمحمد عادل التاطوهسبريس من فاسماهر اختيارماهر اختيارزكريا حسنالمثنى الشيخ عطيةخالد احمد احمد السياغيمحمد بن المختار الشنقيطيالبحريند. عبد الله الفقيهندوة احوازيةد. خالد ممدوح العزيالعربية نتحملة للعصيان في طرابلسبلقيس حميد حسنلبنى ياسينمازن كم المازد.منذر خدامحسين اللسواسجلال / عقاب يحيى حازم سليمانخولة حسن الحديدخيرالله خيراللهمصعب قتلونيواجادوجو (رويترز)هسبريس - مُتابعةأ ف بعلاء الدين بنهادي